أشهر 5 أطعمة عالمية يجب أن تجربها مرة في حياتك

يقول الكاتب الإنجليزي الشهير جورج برنارد شو: “لا يوجد حب مخلص أكثر من حب الطعام”، وهذه العبارة قد تكون صحيحة تمامًا! فتاريخ البشرية مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالطعام منذ بداية وجود الإنسان على الأرض. كانت مهمة البحث عن الغذاء هي المهمة الأولى للإنسان لضمان بقائه واستمرار حياته. فهل هناك رغبة أو حب أكبر من الرغبة في الوجود؟
في هذا التقرير، نستعرض معكم أشهر 5 أطعمة في العالم وفقًا لتصنيف منصة “تيست أطلس” (Taste Atlas)، والتي تم تصنيفها حديثًا من المرتبة الخامسة إلى الأولى. تعرفوا على هذه الأطباق التي تجمع بين الطعم الفريد والشعبية العالمية!
- الرامن الياباني: طبق ذو أصول صينية وأسرار عالمية
- التاكو المكسيكي وليد مناجم الفضة
- البيرغر الأميركي ذو الأصول الألمانية
- السوشي الممثل الرسمي للمطبخ الياباني
- البيتزا الإيطالية.. هل هي من أصول عربية؟
5– الرامن الياباني: طبق ذو أصول صينية وأسرار عالمية
“الرامن” (Ramen) هو طبق حساء المعكرونة الشهير الذي ظهر لأول مرة في اليابان عام 1910، عندما قام الطهاة الصينيون بدمج “النودلز” مع مرق مالح غني بالنكهات. تميزت هذه المعكرونة بشكلها المجعد ولونها الأصفر اللامع، وكانت أكثر مرونة من المعكرونة اليابانية التقليدية التي كانت تُحضر في ذلك الوقت. يعود سر تميزها إلى استخدام مياه معدنية خاصة تُسمى “كانسوي” (kansui)، وهي غنية بكربونات الصوديوم، مما أعطاها قوامًا فريدًا.
وفي عام 1958، حصل الطبق على اسمه النهائي “رامن”، الذي اشتُق من الكلمة الصينية “لاميان” (Lamian)، وتعني “نودلز مسحوبة”. وفي نفس العام، أطلقت شركة “نيسين فودز” (Nissin Foods) أول نسخة فورية من الرامن مع مرق بنكهة الدجاج، عُرفت باسم “تشيكين رامين” (Chicken Ramen)، لتصبح بداية ثورة عالمية في عالم الأطعمة السريعة.

بعد فترة وجيزة، انتشر طبق الرامن حول العالم، حيث لاقى إقبالًا واسعًا خاصة في الدول الآسيوية قبل أن يصل إلى أوروبا وأمريكا. اليوم، يتناوله ملايين الأشخاص يوميًا كوجبة خفيفة سريعة وسهلة التحضير، مما جعله واحدًا من أشهر الأطباق العالمية. للحصول على أفضل تجربة، يُنصح بتناول الرامن ساخنًا وبسرعة بعد الطهو، حيث إن ترك المعكرونة في المرق لفترة طويلة قد يجعلها طرية وغير مستساغة.
يأتي الرامن بأنواع مختلفة، منها الدسم (kotteri) والخفيف (assari/paitan)، وذلك حسب كثافة المرق الذي يُحضر عادةً من عظام اللحوم أو المأكولات البحرية المجففة مع إضافة البصل والثوم والزنجبيل والكراث والفطر. ومن أشهر أنواعه رامن كيوشو، الذي يُحضر بمرق عظم اللحم المسلوق، ورامن هوكايدو، الذي يعتمد على توابل الميسو الأحمر التقليدية. بفضل تنوع نكهاته وسهولة تحضيره، أصبح الرامن وجبة عالمية محبوبة تناسب جميع الأذواق.
4- التاكو المكسيكي وليد مناجم الفضة
“التاكو” (Tacos) هو الطبق الوطني للمكسيك، ويرجع تاريخه إلى مناجم الفضة المكسيكية في القرن الـ18، حيث كانت كلمة “تاكو” تشير إلى البارود الذي كان يُلف في قطع من الورق ويُستخدم لتفجير الصخور أثناء البحث عن الفضة. وكانت هذه العملية تُعرف باسم “تاكو دي مينيرو” (tacos de minero) أو سندويشات التاكو الخاصة بالمناجم، مما يعكس الجذور العميقة لهذا الطبق في الثقافة المكسيكية.
اليوم، أصبح التاكو أشهر طعام شعبي في المكسيك، ويُعرف بأنه وجبة سريعة ولذيذة تتكون من خبز التورتيلا الرقيق والمخبوز على الشواية، مع حشوات متنوعة مثل اللحوم المشوية والخضروات والصلصات المكسيكية التقليدية. يتم تقديم التاكو عادةً مطويًا ويمكن تناوله مباشرة باليد دون الحاجة إلى أدوات، مما يجعله وجبة مثالية للشوارع المكسيكية وللعشاق حول العالم.

التاكو هو في الأساس أي طعام يُقدم على خبز التورتيلا الناعمة، ويأتي بأنواع لا حصر لها تختلف باختلاف المناطق المكسيكية. في مقاطعة “سونورا” شمال المكسيك، يُعد تاكو “كارني أسادا” (carne asada) من الأطباق الكلاسيكية، حيث يتكون من شرائح لحم رفيعة مشوية على الفحم، تُغطى بالصلصة الطازجة والبصل و”الجواكامولي” (Guacamole)، وهو خليط لذيذ من الأفوكادو والطماطم والزيت وعصير الحمضيات.
أما في مقاطعة “باجا” (Baja) الساحلية، فيشتهر التاكو بالسمك المقلي المغطى بالملفوف وصلصة المايونيز الحمضية. وفي مدينة مكسيكو سيتي، تُعتبر “سودادوس” (سندويشات التاكو) الخيار الأكثر شيوعًا، حيث تُحشى بلحوم مطبوخة على البخار. يتم تناول هذه السندويشات الشهية في جميع أوقات النهار والليل، ويمكن العثور عليها في كل ركن من أركان المكسيك، سواء من الباعة الجائلين أو المطاعم التقليدية.
بفضل نكهاتها المميزة وتنوعها، انتشرت التاكو خارج المكسيك لتصبح وجبة عالمية محبوبة. تنتشر المطاعم المكسيكية التي تقدم التاكو في معظم مدن العالم، حيث تلقى إقبالًا كبيرًا من مختلف الشعوب، مما يجعلها واحدة من أشهر الأطباق العالمية التي تجسد ثقافة المكسيك الغنية بالنكهات.
3- البيرغر الأميركي ذو الأصول الألمانية
يُعتبر “البرغر” (Burger) أحد أشهر الأطعمة الأمريكية التي انتشرت في مختلف أنحاء العالم، حيث لا تكاد تخلو مدينة من مطاعم تقدم هذه الوجبة اللذيذة. يعود أصل البرغر إلى شرائح اللحم البقري الألمانية، كما ذكرت الناقدة الغذائية ميمي شيراتون في صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times). اشتُق اسم “همبرغر” من مدينة هامبورغ الألمانية، حيث قدم العديد من المهاجرين الألمان وصفاتهم التي تطوّرت لتصبح البرغر الذي نعرفه اليوم.
يتكون البرغر من قطعة لحم بقري عصارية مشوية بدرجة متوسطة، تُقدّم بين قطعتي خبز طازجة ومحمصة قليلاً، مع إضافة شرائح البصل والكاتشب أو الخردل. يمكن أيضًا تزيينه بمجموعة متنوعة من الخضروات مثل السلطة الخضراء والطماطم، بالإضافة إلى شرائح الجبن التي تضيف نكهة غنية. بفضل تنوع مكوناته وسهولة تناوله، أصبح البرغر وجبة عالمية محبوبة تُقدم في المطاعم الفاخرة وحتى في عربات الطعام الشارعية، مما يجعله رمزًا للثقافة الغذائية الحديثة.

تاريخيًا، لا يزال الغموض يحيط بمن ابتكر فكرة تغليف فطائر اللحم بالخبز لإنشاء البرغر كما نعرفه اليوم. وفقًا لمؤرخ الطعام جيوفاني بالاريني، فإن المهاجرين الألمان قد يكونون هم من بدأوا هذه العادة، حيث كانوا يقدمون اللحم المشوي بين شرائح الخبز لتجنب استخدام الأطباق وتوفير الماء الذي كان يُهدر في غسلها. هذه الطريقة العملية لم تكن فقط وسيلة لتوفير الجهد والموارد، بل أصبحت أيضًا أساسًا لتطور وجبة البرغر التي تحولت لاحقًا إلى ظاهرة عالمية.
على الرغم من أن الأصل الدقيق للبرغر لا يزال محل جدل، إلا أن الفكرة الأساسية لتقديم اللحم بين قطع الخبز تعكس براعة في التفكير العملي والابتكار. هذه الخطوة البسيطة كانت بداية لثورة غذائية أدت إلى انتشار البرغر في كل ركن من أركان العالم، ليصبح رمزًا للوجبات السريعة والثقافة الغذائية الحديثة.
2- السوشي الممثل الرسمي للمطبخ الياباني
“السوشي” (Sushi) هو أشهر طبق في المطبخ الياباني، وعادة ما يُصنع من الأرز المخلل وحشوات متنوعة تُلف داخل أوراق الأعشاب البحرية الجافة المعروفة باسم “نوري”. ومع ذلك، فإن مصطلح السوشي يشمل مجموعة واسعة من الأصناف الفرعية التي يمكن تحضيرها بعدد لا يحصى من المكونات والأشكال المختلفة، مما يجعله طبقًا متنوعًا يناسب جميع الأذواق.
على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن السوشي يرتبط فقط بالأسماك النيئة، إلا أن المكون الأساسي له هو الأرز المخلل. في الأصل، كان السوشي مجرد وسيلة لحفظ الأسماك تم تطويرها في جنوب شرق آسيا، قبل أن يصل إلى اليابان في القرن الـ18 ويتحول إلى فن طهي راقٍ. اليوم، يُعتبر السوشي رمزًا للثقافة اليابانية ويتمتع بشعبية عالمية واسعة، حيث يُقدم في المطاعم الفاخرة وحتى كوجبة سريعة في الأسواق.

مع مرور الوقت، تطور طبق السوشي تدريجيًا؛ حيث بدأ الأرز يُخمَّر بالخل ويُؤكل مع السمك، حتى وصل إلى شكله الحالي في القرن الـ19. اليوم، يُعتبر السوشي طبقًا فنيًا يجمع بين الأرز المخلل (الأبيض أو البني) ومجموعة متنوعة من المكونات مثل المأكولات البحرية واللحوم والخضروات، التي يمكن أن تُقدم نيئة أو مطبوخة، مما يمنحه تنوعًا واسعًا في النكهات والقوام.
من بين أشهر أنواع السوشي عالميًا هو “ماكيزوشي” (makizushi)، الذي يتكون من قطع أسطوانية صغيرة ملفوفة في أوراق الأعشاب البحرية الجافة. بالإضافة إلى ذلك، هناك “سيراشي سوشي” (chirashizushi)، وهو وعاء من الأرز يُغطى بمجموعة متنوعة من المكونات النيئة، و”إيناري سوشي” (inarizushi)، الذي يتكون من أكياس التوفو المقلية المحشوة بالسمك أو الخضروات. ومع انتشار السوشي خارج اليابان، تم ابتكار أنواع وأشكال جديدة تناسب الأذواق المحلية، مما جعله طبقًا عالميًا بامتياز يحظى بشعبية كبيرة في مختلف الثقافات.
1- البيتزا الإيطالية.. هل هي من أصول عربية؟
تتعدد الروايات حول أصل اختراع “البيتزا” (Pizza)، حيث يرى البعض أن جذورها تعود إلى الشرق الأوسط القديم، حيث كان يُصنع خبز مسطح يُغطى بزيت الزيتون، كما كان معتادًا في مصر وبلاد الشام منذ قرون طويلة. بينما يرى آخرون أن الرومان واليونان هم أول من ابتكرها، حيث كانوا يضعون التوابل المحلية وزيت الزيتون على الخبز المخبوز.
غير أن أشهر رواية تُرجع أصل البيتزا إلى إيطاليا، وتحديدًا مدينة نابولي، حيث كانت تُعتبر طعامًا شعبيًا رخيصًا ومغذيًا يستهلكه الفلاحون أثناء عملهم في الحقول. تطورت البيتزا الحديثة من خبز نابولي التقليدي المسطح، الذي كان يُغطى بالشحم والملح والثوم. ومع مرور الوقت، أُضيفت الطماطم إلى الوصفة، حيث يُقال إن “بيتزا مارينارا” (pizza marinara) ظهرت منذ عام 1734، بينما يؤكد آخرون أن الطماطم لم تُستخدم حتى أوائل القرن الـ19.
التحول الأبرز في تاريخ البيتزا حدث عام 1889، عندما طُلب من صانع البيتزا “رافاييل إسبوزيتو” من مطعم “بيتزا براندي” في نابولي صنع بيتزا تكريمًا للملكة الإيطالية مارغريتا خلال زيارتها للمنطقة. قدم إسبوزيتو بيتزا مُغطاة بالطماطم والجبن الأبيض والريحان الطازج، والتي تمثل ألوان العلم الإيطالي، وأطلق عليها اسم “بيتزا مارغريتا” (pizza Margherita)، لتصبح واحدة من أشهر أنواع البيتزا في العالم وأيقونة للثقافة الإيطالية.

بعد أن عبرت البيتزا الحدود الإيطالية، انتشرت بسرعة إلى إسبانيا وفرنسا وإنجلترا، ووصلت إلى الولايات المتحدة مع المهاجرين الإيطاليين. ومع ذلك، لم تكتسب شعبية كبيرة في أمريكا إلا بعد الحرب العالمية الثانية، خاصة بعد أن افتتح “جينارو لومباردي” أول مطعم بيتزا في مدينة نيويورك عام 1905. منذ ذلك الحين، أصبحت البيتزا واحدة من أكثر الأطعمة شهرة في الولايات المتحدة، وانتشرت في كل ركن من أركان البلاد.
في تطور لافت، تمت إعادة تصدير البيتزا على الطريقة الأمريكية إلى إيطاليا، حيث لاقت رواجًا حتى في موطنها الأصلي. ومع ذلك، في عام 2008، وضعت جمعيتان إيطاليتان معايير صارمة لتحديد ما يشكل بيتزا نابولية حقيقية. وفقًا لهذه المعايير، يجب أن تُصنع بيتزا المارغريتا النابولية بكميات دقيقة من جبن الموزاريلا والملح والطماطم، ويجب خبزها في فرن يعمل بالحطب عند درجة حرارة 485 مئوية للحفاظ على أصالتها.
اليوم، تتنوع البيتزا في جميع أنحاء العالم، بدءًا من الأنواع التقليدية التي تحتوي على طبقات بسيطة مثل اللحم والبروسكيوتو والبصل والفلفل، وصولًا إلى الاختلافات غير التقليدية مثل بيتزا الهوت دوج أو الهمبرجر أو تلك المغطاة بالكمأة البيضاء أو الكركند والكافيار. بفضل تنوعها وقدرتها على التكيف مع الأذواق المختلفة، تظل البيتزا واحدة من أكثر الأطعمة شعبية وتداولًا في العالم.